هل التوقف عن العادة يعالج ضعف الانتصاب؟
هل التوقف عن العادة يعالج ضعف الانتصاب؟ هذا السؤال الذي يطرحه العديد من الرجال، في حالة اعتقادهم أن ممارسة العادة السرية تسبب ضعفاً في الانتصاب، وأن التوقف عنها هو خطوة للعلاج.
من الطبيعي أن يكون هناك علاقة بين التوقف عن العادة السرية، وتحسّن الصحة الجنسية لدى الكثير من الرجال. إلا أنه يجب أن نتعمق أكثر في الموضوع، لمعرفة اذا كان هنالك علاقة وثيقة بينهما، أم أنها مجرد خرافة.
إليكم التفاصيل الكاملة والإجابة الواضحة من الدكتور محمد حمدان، استشاري الذكورة والعقم والمسالك البولية، من خلال السطور التالية.
ما هو ضعف الانتصاب؟
ضعف الانتصاب (ED) هو عدم قدرة الرجل على الحصول على الانتصاب الكافي، أو الكامل، لممارسة العلاقة الحميمة. وهو أيضاً عدم القدرة على الاحتفاظ على الانتصاب لمدة كافية، ليتمكّن الشخص من ممارسة العلاقة الجنسية. إلا أنه في هذه الحالة، يظل الرجل قادراً على ممارسة العادة السرية، دون الشعور بأن لديه أي مشكلة.
اقرأ أيضاً: علاج ضعف الانتصاب بسبب العادة
ما هي أسباب ضعف الانتصاب؟
بالنسبة لمعظم الرجال، يحدث الضعف الجنسي، الذي يؤدي إلى الإصابة بضعف الانتصاب، نتيجة حدوث بعض المشاكل الصحية، مثل الأمراض المزمنة، وغيرها. والتي تجعل الحصول على الانتصاب صعباً تحت أي ظرف، بما في ذلك الاستمناء.
أما بالنسبة للبعض الآخر، يرتبط ضعف الانتصاب بالحالة النفسية أكثر بكثير من الحالة الجسدية. أي أنه في حالات القلق، والتوتر، والمشاكل الحياتية المختلفة، قد يتأثّر مستوى الإثارة لدى الشريكين، مما يمنع حدوث الانتصاب. إلا أن الرجل يظل قادراً على ممارسة العادة السرية، والحصول على الانتصاب، والحفاظ عليه وقت ممارستها.
ومن هنا، نجد أن ضعف الانتصاب يحدث عادةً نتيجة عدة أسباب، مثل:
- التقدّم في السن، إذ أن ضعف الانتصاب يصيب الرجال فوق سن الأربعين عادةً.
- الإكتئاب والأرق والأدوية المتعلقة بعلاجهم.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري.
- السمنة المفرطة.
- أمراض القلب، وارتفاع الكوليسترول في الدم.
- التدخين بكثرة وشره، وتناول الكحوليات.
- الاضطرابات في أحد أجزاء المسالك البولية، مثل المثانة، أو البروستاتا، وغيرها.
- المشاكل الجنسية مع شريك الحياة.
في بداية الأمر، إذا كان السبب الرئيسي في الإصابة بضعف الانتصاب هو ممارسة العادة السرية؛ فيجب التوقف عنها فوراً. هذا سيؤثر إيجاباً على صحة الشخص على المدى البعيد، وكذلك ستظهر تحسّنات لحظية في الصحة الجسدية والنفسية.
أما بشكل عام، فإن أفضل طرق علاج ضعف الانتصاب تنقسم إلى 3 نقاط أساسية، والتي تتمثل في:
1) تغيير نمط الحياة
للحصول على الانتصاب الصحي، والتمتع بحياة جنسية سعيدة ومثالية، ينصح الدكتور محمد حمدان – استشاري أمراض الذكورة والعقم والمسالك البولية – بتغيير العادات اليومية. وذلك باتباع نمط حياة صحي سليم، يساعد في تحقيق الأغراض الجنسية بشكل مُرضي. ومن أهم النصائح:
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وقد يتطلب ذلك استشارة طبيب.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- إنقاص الوزن الزائد من الجسم.
- الابتعاد عن المواقف التي تسبب القلق والاكتئاب والتوتر.
- تناول أدوية علاج الأمراض المزمنة بشكل منتظم، وخاصة أدوية أمراض ارتفاع ضغط الدم.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية والتدخين.
2) العلاج الدوائي
- اختيار العلاج الدوائي لعلاج ضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي يعتمد كلياً على حالة المريض، وهو ما يحدده الطبيب المعالج فقط بعد استشارته.
- من أشهر أدوية علاج ضعف الانتصاب هي الأدوية المثبّطة لأنزيم فوسفودايستريز-5 ، والتي تعمل على زيادة أكسيد النيتريك في الدم. وهذا بدوره يؤدي إلى ارتخاء الأوعية الدموية، لزيادة تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الموصلة للقضيب، حتى يحدث الانتصاب.
3) العلاج الهرموني
إذا كان السبب الأساسي للإصابة بضعف الانتصاب، هو نقص في هرمون التستوستيرون في الجسم، يبدأ الطبيب فوراً باستخدام بروتوكول العلاج الهرموني.
مع العلم، أن تناول علاجات هرمون التستوستيرون، لا تتم إلا تحت إشراف طبي من الطبيب المختص المتابع للحالة. وذلك حتى لا يصاب المريض بأي مضاعفات.
هل التوقف عن العادة يعالج ضعف الانتصاب و متى يعود الانتصاب بعد ترك العادة؟
يحتاج الجسم عادةً إلى حوالي 90 – 100 يوم، لكي يرجع العقل إلى طبيعته في استقبال إشارات الإثارة الجنسية. لذلك فإنه بعد ترك العادة بحوالي 3 شهور، يبدأ الجسم تلقائياً بالرجوع إلى حالته الأصلية.
في النهاية؛ لا يجد الرجال أن التحدث عن الضعف الجنسي أمراً سهلاً، ولكنه في بعض الأحيان يصبح ضرورة. خاصةً إذا كان الشخص يواجه مشكلة لا يجد لها حلاً، فالحياة الجنسية جزء من الحياة الصحية. لذلك لا ننصحك أبداً بتأجيل استشارة الطبيب المختص، حول المشاكل الجنسية التي تواجهها مع شريك حياتك. والبدء سريعاً في استكشاف العلاجات، لأنه كلما أسرعت أكثر في الاستشارة، كلما كانت لديك فرصة أكبر في الاستمتاع بحياة جنسية أكثر إرضاءً.