مال وأعمال

نشارك السعودية في صناعة المستقبل

تستند العلاقة بين أستراليا والمملكة العربية السعودية إلى العلاقات التجارية القوية بالإضافة إلى عضوية مشتركة في مجموعة العشرين والروابط الثقافية والدينية، وفي هذا الصدد حاورت “العربية.نت” وزير الدولة الأسترالي للشؤون الخارجية “تيم واتس” للحديث عن مستقبل الاقتصاد بين البلدين..

ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

المملكة العربية السعودية هي ثاني أكبر شريك تجاري لنا في المنطقة، حيث تبلغ قيمة تجارة السلع والخدمات ثنائية الاتجاه 3.3 مليار دولار أسترالي (السنة المالية 2021-2022). تمتلك المملكة العربية السعودية أكثر من 4 مليارات دولار أسترالي من الاستثمارات في أستراليا، خاصة في الزراعة والبنية التحتية والعقارات، وقد استثمرت الشركات الأسترالية أكثر من 3 مليارات دولار أسترالي في المملكة العربية السعودية. توفر أستراليا للمستثمرين السعوديين الفرصة لتنمية وتنويع محافظهم الاستثمارية من خلال شبكة الأمان الخاصة بهياكل الاقتصاد والحوكمة المستقرة في أستراليا، كما نرحب بالمزيد من الاستثمار السعودي في قطاعات أخرى بما في ذلك مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة.

يعتبر الدور المستمر الذي تلعبه أستراليا كمورد للسلع الغذائية والزراعية الآمنة والموثوقة التي تساعد على تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، والروابط التعليمية الوثيقة والمتنامية مع الطلاب السعوديين الذين يدرسون في بعض جامعات أستراليا ذات المستوى العالمي ركيزتان أساسيتان لعلاقتنا التجارية. يسعدني أن أرى خريجي الجامعات الأسترالية يحققون نجاحًا كبيرًا في المملكة.

هل ستكون هناك مشاريع مستقبلية في السعودية؟

تتمتع الشركات الأسترالية بوضع جيد لدعم الإصلاحات في المملكة العربية السعودية، نظرًا لخبرتنا في التعليم وتقديم الرعاية الصحية والبحوث الطبية والطاقة المتجددة والزراعة والبنية التحتية والبناء.

تدرك أستراليا اهتمام المملكة العربية السعودية بتطوير وتنويع الاقتصاد السعودي، بما في ذلك من خلال تطوير قطاع تعدين عالمي بأفضل الممارسات. تتمتع أستراليا بصناعة تعدين وموارد مبنية على ما يقرب من 200 عام من الخبرة ، مما يجعل شركات التعدين الأسترالية شركاء طبيعيين في هذا القطاع. نرحب أيضًا بفرص التعليم الأسترالي والتدريب المهني وقطاعات الرعاية الصحية للمساعدة في إظهار نماذج أستراليا العالمية لأفضل الممارسات للمساعدة في إعداد المملكة العربية السعودية لهذا الاقتصاد المستقبلي.

وماذا عن مشاركة أستراليا في حال فوز السعودية بملف إكسبو 2030 الرياض؟ ماذا عن دعم أستراليا لهذا الملف؟

تجلب المعارض العالمية للبلدان المضيفة اهتمامًا دوليًا كبيرًا ويمكن أن تجمع المجتمع العالمي لعرض الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. استضافت أستراليا أول معرض لها في عام 1880 في ملبورن، مسقط رأسي، وأقيم آخر معرض إكسبو في عام 1988 في بريزبين. توفر استضافة المعارض العالمية النمو والفرص الأخرى للبلدان المضيفة كما يمكن أن تقدم فوائد لمواطنيها.

لطالما كان ملف المبتعثين السعوديين في أستراليا موضع اهتمام. هل هناك تطورات بخصوص هذا الملف؟

تستضيف أستراليا خمسة من أفضل 50 جامعة في العالم، وهي إحصائية رائعة لبلد يبلغ عدد سكانه 26 مليون نسمة فقط. لا يحصل الطلاب الدوليون الذين يدرسون في أستراليا على تعليم على مستوى عالمي فحسب بل يستفيدون من أحد أفضل المجتمعات متعددة الثقافات على مستوى العالم.

تتمتع أستراليا بتاريخ عريق في تقديم تعليم عالي الجودة لآلاف الطلاب السعوديين، حيث يحظى هؤلاء الطلاب بتقدير كبير من قبل جامعاتنا، كما يقدمون مساهمة قيمة للمجتمع متعدد الثقافات في أستراليا ويساعدون في تقوية روابط المجتمع الحالية.

تركز هذه الجامعات على الحلول المستقبلية لأستراليا والعالم بما في ذلك الخريجين المهرة لدعم انتقال الطاقة الخضراء والتصنيع وزراعة الأراضي الجافة، وتعد هذه قطاعات تحرص المملكة العربية السعودية على تطويرها ، ونحن لدينا المقومات لمشاركة خبراتنا .

أتطلع إلى التواصل مع خريجي أستراليا خلال زيارتي للمملكة العربية السعودية، حيث إن الخريجين من الجامعات الأسترالية يشكلون سفراء عالميين رائعين وأنا مهتم برؤية كيف ساهمت تجاربهم في أستراليا في تشكيل حياتهم المهنية وتجاربهم في المملكة.

لقد تأثرت العديد من البلدان بالأزمة في السودان – هل يمكنك التحدث عن تجربة أستراليا وموقفك من هذا الصراع؟

تتيح لي زيارتي إلى المملكة العربية السعودية أيضًا أن أنقل تقدير أستراليا لجهود المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالصراع المستمر في السودان، بما في ذلك مساعدتها في الإجلاء الآمن للعديد من الأستراليين والجنسيات الأخرى عبر جدة. إنني أقر بدور المملكة العربية السعودية في الوساطة بين الفصائل السودانية لتأمين وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية، وأشكرهم على دورهم في هذه العملية.
لا تزال أستراليا تشعر بقلق عميق إزاء الخسائر في الأرواح والدمار الذي حدث في السودان، وندعو جميع الأطراف إلى الاتفاق على وقف دائم للأعمال العدائية ونعيد التأكيد على أن الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا لشعب السودان. إننا نحث جميع أطراف النزاع على احترام القانون الدولي وحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الصحة والمساعدات الإنسانية.
الصراع الحالي مقلق للغاية لجميع الأستراليين، ولكن بشكل خاص مجتمعاتنا السودانية. أستراليا بلد يفتخر بمجتمعه متعدد الثقافات وله تاريخ طويل من الترحيب بالمهاجرين، حيث هاجر أكثر من 16000 شخص ولدوا في السودان إلى أستراليا ويقيمون فيها حاليًا.

أدى الصراع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان، الذي كان يعاني بالفعل من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي مع وجود أعداد كبيرة من النازحين. قدمت الحكومة الأسترالية مبلغًا أوليًا قدره 6 ملايين دولار كمساعدات إنسانية استجابة للنزاع في السودان – بما في ذلك 5 ملايين دولار للشركاء الدوليين لتقديم برامج المساعدة الإنسانية الأساسية للحياة، ومليون دولار للجنة الدولية للصليب الأحمر للإغاثة الفورية بما في ذلك الإمدادات الطبية والغذاء والماء بالإضافة إلى الحماية لأكثر المتضررين من الأزمة.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى