فنانة سعودية تبرع في رسم تفاصيل الوجوه
بلغة التفرد والدقة، استطاعت فنانة تشكيلية سعودية أن تميز لوحاتها برسم التفاصيل الدقيقة والواقعية، لتجسد ما يستحق التأمل عن كثب، حتى دخلت في تفاصيل بشرة الوجه الذي ترسمه.
وفي حديث الفنانة هيا محمد لـ”العربية.نت” قالت إن “الفن عالم عميق لا يستطيع شخص ما أن يحدد أهم موضوعاته، لكن يمكننا أن نهتم ونُفضل بعض الموضوعات، وأنا شخصياً أحب عمق اللوحات، وموضوع اللوحة أن ترى بين ألوانها مشاعر الفنان أو قصة وراء اللوحة. وتُلفتني المدرسة الواقعية لأنها تصور الأشياء والعلاقات بصورة واضحة، وكلما زادت اللوحة واقعية بدت مُبهرة لي، وأيضا المدرسة الكلاسيكية لأنها ذوق معياري سعى إليه الكلاسيكيون ويحكي قصصا عديدة في حقبتهم الزمنية. فوراء كل لوحة قصة، وفي كل لون تحيز ونزاعات ومشاعر”.
جمالية لوحات هيا محمد
رسم البورتريه
وأضافت خلال حديثها: “لا نستطيع التحيز في الفن، لكن البورتريه أحياناً لا يحتاج إلى علاقة بين الفنان ولوحته، وكثرة الرسامين لا تعني كثرة الفنانين، والاتجاه إلى البورتريه لا يعني إتقانه، فالرسم سهل لكن إتقان معاييره صعب. فأغلبية الناس لا تهتم بالتعمق في الفن، فقط ستبهرها رسمة رسام مُتقنة فيها تفاصيل مُبهرة، ثم يقولون “بكم ترسمني؟” ثم سينطلق الرسام بالعمل الحر وإنتاج اللوحات وبيعها”.
وتابعت: “الناس تتجه لرسم لوحة لشخصية ما، وهذا التعبير بالبورتريه فقط، لأن تعبيره واضح لا يحتاج إلى علاقة مع لوحتك أو قصة غامضة وعميقة داخل اللوحة، لكن الفنان يستطيع صنع هذه العلاقة برسم شخص قريب لقلبه، أو يهيم في أدق التفاصيل بقصصه الخاصة وأفكاره الداخلية”.
وعن أهم الأسس التي ترتكز عليها في لوحاتها، قالت إن “الرؤية وشدة الملاحظة، وتأمل المرجع أو العنصر البشري قبل رسمه، وفهم الوجه وتعبيراته أهم شيء. فإن طريقة رؤيتك للصورة هي نصف إتقان رسمها، ودراسة ألوانها قبل التنفيذ هو جزء كبير من الإتقان، وبالتخطيط والتركيز والسيطرة، والثقة والحرص على الاتزان، والبعد عن التسرع. فأنا أستطيع أن أرسم لوحة واحدة خلال خمسة شهور، فالطبقات والتفاصيل المدروسة تجعلني أصل إلى نهاية مرضية، في حين أن التسرع في إنهاء العمل الفني سيجعلك تجد وقفات لا ترضيك، ليس من الصعب إتقان الرسم بعد فهم طريقة النظر إليه وتأمله قبل التنفيذ”.
وأضافت: “لقد شاركت في 16معرضا تقريباً، أبرزها افتتاحية موسم الرياض لعام 2022، ومعارض الأيام الوطنية، والمشاركات في بوليفارد الرياض”.
من رسم هيا محمد
قصة البداية
وعن قصة دخولها لعالم الفن قالت: “لا تعتبر قصة، فأنا منذ طفولتي كنت أهوى المكتبات وأهوى اقتناء الأدوات الفنية وتلفتني المساحات البيضاء، حتى إنها تُشعرني أن باستطاعتي وضع ما تستطيع يدي إبداعه وما في داخلي من مشاعر دون قيد أو دستور، فمنذ السنوات الأولى وتحديداً في مرحلة الروضة. كنت أقضي معظم وقتي في ركن الرسم مع الأوراق البيضاء والأقلام الملونة، وفي مرحلة الابتدائي كانت الحصص الفنية من مفضلاتي، ما جعلني أعي ما تملكه روحي من فن معلمة الفنية عندما كنت بالصف الثاني ابتدائي، وكانت دائماً تطلب كراسة الرسم الخاصة بي، وتقوم بعرض أعمالي على مديرة المدرسة والفصول الأخرى، وتحب مشاهدة أعمالي خارج الإطار الدراسي، فهذا الإعجاب المستمر من الداعمين حولي جعلني أستمر حتى شعرت أن الفن جزء مني، حتى مرت السنوات وأنا الآن بعمر الـ19 سنة، فهذه هبة من الله وبفضلة ثم دعم عائلتي المستمر”.
تفاصيل رسم هيا محمد
واختتمت حديثها بالقول: “المستقبل أمر خفي لكن بكل تأكيد هناك خطط تخص التوسع بالأعمال الفنية، فيما يخص العمل على التجارة بأعمال البورتريه أو اللوحات الديكورية. هذه خطط مستقبلية تحتاج للدراسة بشكل أعمق، لكن أهم ما يمكن للفنان العمل عليه هو تطوير مستواه الفني وهذا أهم ما تعمل عليه دائماً”.
Source link