واشنطن تدعو برلمان لبنان للقيام بواجباته
تنعقد جلسة مجلس النواب اللبناني غدا في محاولة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، فيما تشدد الولايات المتحدة الأميركية على ضرورة الإسراع في هذا الانتخاب وتشكيل حكومة جديدة تتبنّى الإصلاحات.
فقد كشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات لـ”العربية/الحدث”، عن موقف حكومته، موضحاً أن أمر تشكيل الحكومة يعود إلى الزعماء المنتخبين في لبنان.
مواصفات الرئيس
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ترى أن لبنان يحتاج إلى رئيس جمهورية خال من الفساد، وشخصية تستطيع توحيد البلاد.
وأشار إلى أن واشنطن ترى أيضا أن على الرئيس اللبناني أن يعمل على نشر الشفافية والمحاسبة ووضع مصلحة شعب لبنان أولاً.
وكذلك أن يتحرك لتوحيد البلاد ويحقق إصلاحات اقتصادية ضرورية، أهمها ما هو مطلوب لضمان التمويل من برنامج صندوق النقد الدولي.
هل يحسم نواب “الخانة الرمادية” الستة سباق الرئاسة في لبنان؟
اتصال رسمي
وفي حين لم تسع الولايات المتحدة مؤخراً إلى فرض آليات للانتخاب في لبنان، مثل عقد الجلسة وإبقائها مفتوحة تصل إلى نتيجة بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، تسرّب في الساعات الماضية أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي.
كما أكد المتحدث حصول الاتصال دون كشف مزيد من التفاصيل.
إلا أن ما تسرب عن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية، يوضح أنها دعت نبيه برّي إلى قيادة العملية الانتخابية، مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر دون عراقيل.
وتسرّب أيضاً أن برّي كان متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح ما إذا كان التزم رئيس البرلمان بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إذا كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية حتى تصل إلى نتيجة.
رغم ذلك يبقى الاتصال مؤشراً على اهتمام الأميركيين على مستوى أعلى من مستوى السفيرة المنتدبة إلى لبنان أو مساعدة وزير الخارجية برباره ليف.
ماذا عن فرنجية؟
شهدت الأشهر الماضية جولات من الاتصالات بين اللبنانيين والأميركيين بشأن الانتخابات الرئاسية، وناقش الكثيرون شخص الرئيس العتيد، وما يريده الأميركيون وما لا يريدون.
أما المثير في هذه القضية، فهو أن فروع الإدارة الأميركية وموظفيها تناولت ترشيحات الرئاسة في لبنان والشخصيات المطروحة بكثير من التأرجح وفي بعض الأحيان بشكل شخصي.
سليمان فرنجية
وعن أكثر الشخصيات خلافية، كانت شخصية الوزير السابق سليمان فرنجية، فالشخصيات الأميركية التي تتعاطى في الشأن اللبناني لم تبدِ اعتراضاً واضحاً عليه مع أنه مدعوم من حزب الله وحركة أمل.
وقال الأميركيون للمتصلين بهم، إنه لو تم انتخاب فرنجية، فسيتعامل معه الأميركيون على أنه خيار اللبنانيين، وأن المطلوب هو تنفيذ برنامج الإصلاحات في لبنان بصرف النظر عن المرشح وعلى أنه الرئيس المنتخب.
إلى أن عاد الأميركيون أقلّه بعض الأميركيين لقول عكس ذلك لاحقاً، وقالوا إنهم لن يساعدوا الفرنسيين في حملتهم المؤيّدة للوزير السابق، وقالوا إن الاسم لا يبدو على مستوى الطموحات المطلوبة.
أما أزعور..
فموقف الأميركيين من ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لافت، لأنهم يريدون إصلاحات اقتصادية ومالية. بالتالي فإن جهاد أزعور يعمل في صندوق النقد، وهو مسؤول عن منطقة الشرق الأوسط، ويعرف ما يريده الأميركيون والعالم العربي والأسرة الدولية.
جهاد أزعور (أرشيفية من رويترز)
مع ذلك، لم يبد الأميركيون أي تأييد لمواصفاته، ولم يتحدثوا عن صلاتهم به، رغم أنه موجود في العاصمة الأميركية منذ سنوات.
كما أن الأميركيين لم يقولوا إنه على مستوى الطموحات المطلوبة عندما أعلنت كتل المعارضة اللبنانية سحب ترشيح النائب ميشال معوّض، بل اكتفوا بالقول إن المطلوب هو انتخابات في أسرع وقت.
جوزيف عون
ولعل من غرائب الإدارة الأميركية أيضاً موقف موظفيها من قائد الجيش اللبناني جوزيف عون.
ففي وقت يستقبل المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية المرشح، وتعمل وزارة الخارجية والكونغرس على إيصال مساعدات لعناصره كي يستمروا في عملهم، ويضعوا ثقة به وبقيادته، يضع أحد الموظفين الأميركيين “فيتو” عليه لأنه دعم المطالبة بالخط 29 خلال المفاوضات مع إسرائيل.
جوزيف عون
إلا أن اعتراض موظف واحد لا يلزم الإدارة الأميركية بالفيتو، لكنها أبدت خلال الأشهر الماضية تأرجحاً يصل في اختلافاته إلى القول إن فيها أجنحة.
الموقف الرسمي
يبقى أن الإدارة رغم اللهجة والمواقف التي يعبّر عنها سفير أو موظف في مجلس الأمن القومي، تبقى محكومة بالموقف الرسمي القائم أساسا على المحافظة على استقرار لبنان.
يترافق هذا الاستقرار مع انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة تعمل على الإصلاح، ومن ثم يأتي دور الأسرة الدولية.
فقد تبنّت الإدارة الأميركية الحالية هذا الجزء الذي يربط المساعدات بالإصلاحات من إدارة دونالد ترمب السابقة، فيما أدخلت إدارة بايدن نظرية الاستقرار والتهدئة منذ العام 2021، وإدارة بايدن تستعين أيضاً بالتلويح بالعقوبات ضد اللبنانيين في محاولة إضافية لمتابعة دفع المسؤولين عن عملية الانتخاب إلى متابعة عملهم، لكنها لا تبدو ناشطة بالقدر الكافي لتكون “لاعباً قوياً”.
وفي تصريحات للعربية/الحدث، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن من أولويات الولايات المتحدة مساعدة الشعب اللبناني في زمن الأزمة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة بسيادة لبنان، لكنها تدفع القيادات اللبنانية إلى تلبية حاجات اللبنانيين الضرورية بعجلة.
وشدد على أن دعم الولايات المتحدة للشعب اللبناني ليس بديلاً عن عمل الحكومة والبرلمان، إذ عليهم أن يقوموا بواجباتهم تجاه مواطنيهم، وفق قوله.
Source link