درس “دموي” من درنة… غير سياسات علماء العالم
رغم مرور 10 أيام على كارثة درنة التي خلفها انهيار سدين جراء الإعصار دانيال، لا تزال التساؤلات حول الأسباب التي حولت “عروس ليبيا” لأنقاض تطرح نفسها على الساحة.
فيما دفعت تلك المأساة العديد من العلماء حول العالم إلى تغيير سياساتهم في دراسة الكوارث الطبيعية.
فقد أكد علماء من مشروع “وورلد ويذار أتريبيوشن” أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت على ليبيا مؤخرا كانت أكثر بنحو 50% عن نسبة الهطول المعتادة في هذه الفترة من السنة، مرجعين ذلك إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
أنظمة الإنذار المبكر
كما رأوا أن ما حدث في درنة سيعيد النظر في السياسات المتعلقة بأنظمة الإنذار المبكر واحتساب التأثير عند وقوع الكوارث.
وفي السياق، قالت عالمة المناخ في معهد غرانثام لتغير المناخ والبيئة، فريدريكه أوتو، إن “تغير المناخ تسبب كذلك في معدل هطول الأمطار خلال تلك الفترة، بأكثر من 50%”، وفق ما نقلت رويترز.
وحذر العلماء من أنه في الوقت الذي يدفع فيه تغير المناخ، الطقس إلى مستويات متطرفة جديدة، فإنه سيظل من الخطورة بناء المنازل عند مخرات السيول، أو استخدام مواد دون المستوى المطلوب في البناء.
كما نبهوا في بيان مشترك إلى أن “تفاعل هذه العوامل مع الأمطار الغزيرة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، أحدثت دمارا شديدا في ليبيا”.
واستخدموا نماذج محاكاة للمناخ، لمقارنة أحداث الطقس اليوم بما كان يمكن أن تكون عليه لو لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بالفعل 1.2 درجة مئوية فوق متوسط عصر ما قبل الثورة الصناعية.
من درنة المنكوبة (أرشيفية- فرانس برس)
الاحتباس الحراري
فتغير المناخ يزيد من هطول الأمطار ويجعله غير منتظم، إذ يمكن للجو الأكثر دفئا أن يحمل المزيد من بخار الماء، مما يتسبب في زيادة الرطوبة، قبل أن تصبح السحب غير قادرة على حملها فيسقط المطر.
وأوضح بحث العلماء أن العاصفة “غير المعتادة بالمرة، تسببت في ارتفاع كمية الأمطار بأكثر من 50% عما كان سيحدث لو لم تكن هناك ظاهرة الاحتباس الحراري”. وقالوا إن مثل هذا الحدث “يمكن توقعه مرة كل 300 أو 600 عام في ظل المناخ الحالي”.
من درنة المنكوبة (أرشيفية- رويترز)
كما أدى تغير المناخ في الوقت ذاته إلى “زيادة تصل إلى 40% في كمية الأمطار التي هطلت في أوائل سبتمبر على منطقة البحر المتوسط”، مما تسبب في فيضانات أودت بحياة العشرات في اليونان وبلغاريا وتركيا.
يشار إلى أن الإعصار “دانيال” القادم من اليونان، أدى إلى انهيار سدين في درنة يوم الأحد الماضي، حيث أدى فيضان أحد الأنهار، والذي عادة ما يكون جافا، إلى تدمير أساسات المباني السكنية المقامة على امتداده، فانهارت.
كما شكل بناء المنازل عند مخرات السيول، وسوء حالة السدود، والصراع المسلح طويل الأمد، جزءاً من الأسباب الأخرى التي فاقمت الكارثة في تلك المدينة.
Source link