مال وأعمال

هكذا تقوم المتاجر الكبرى بـ”تكتيكات المراوغة” لدفع المستهلك نحو الإنفاق

تستخدم محلات السوبر ماركت والمتاجر الكبرى استراتيجيات في التسويق تعتمد على “المراوغة” من أجل جذب مزيد من المستهلكين ودفعهم نحو إنفاق أكبر، وهو ما ينتهي بالشخص الذي يدخل السوق لشراء سلعة واحدة إلى أن ينتهي به الأمر إلى سلة أو عربة محملة بالسلع والمنتجات التي سرعان ما يكتشف أن أغلبها ليس ضرورياً أو على الأقل كان من الممكن الاستغناء عنه.

وكشف تقرير نشرته جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية، واطلعت عليه “العربية نت”، أن العديد من الشركات الكبرى ومحال السوبر ماركت تقوم بالمراوغة وخداع الزبائن في نهاية المطاف لدفعهم نحو مزيد من الشراء والانغماس في التسوق أكثر فأكثر، حيث تبين أن بعضها يقوم برفع السعر الأصلي ومن ثم يقوم بوضع تخفيض بنسبة معينة عليه لإيهام الزبائن بأن الأسعار مخفضة، وأن عليهم الاستفادة من العروض الترويجية قبل انتهائها.

واستعرضت الصحيفة مثالين لأكبر متجري تسوق في بريطانيا، هما “تيسكو” و”سينزبيريز”، وتبين أنهما قاما برفع الأسعار الأصلية قبل ترويج السلع لحاملي بطاقات الولاء التي تمنح أصحابها أسعاراً مخفضة، ما يعني في نهاية المطاف أن الزبائن يشترون بنفس الأسعار العادية بينما يتم إيهامهم بأنها أسعار مخفضة.

وتتبعت “مجموعة المستهلكين”، وهي هيئة متخصصة ومستقلة في بريطانيا، أسعار 141 منتجاً بين ديسمبر من العام الماضي ويونيو من العام الحالي، لتخلص إلى هذه النتيجة.

وزعمت المجموعة أن ثلث المنتجات من أصل 71 سلعة معروضة بسعر مخفض تم رفع أسعارها، ومن ثم تم التخفيض للزبائن، وهو ما يهدف الى جعل الأمر يبدو وكأن العملاء يحصلون على خصم في السعر، بينما هو خصم غير حقيقي.

في أحد الأمثلة، تم وضع خصم في السعر على قهوة “نسكافيه جولد بليند سريعة التحضير” لتصبح بستة جنيهات إسترلينية فقط لحاملي بطاقة الولاء، بينما السعر العادي لجميع المتسوقين الآخرين هو 8.10 جنيهات إسترلينية. وبالمتابعة والتدقيق تبين أن السعر العادي أصلاً كان 6 جنيهات إسترلينية حتى ارتفع إلى 8.10 جنيهات إسترلينية قبل يومين فقط من توفيره مخفضاً بستة جنيهات، ما يعني أنه يُباع بالسعر الأصلي دون أي تخفيض.

وأبلغت “مجموعة المستهلكين” هذه النتائج التي توصلت إليها مع “هيئة مراقبة المستهلك” وهيئة المنافسة والأسواق في بريطانيا.

وقال متحدث باسم سلسلة متاجر “سينسبريز” إن مزاعم مجموعة المستهلكين “غير دقيقة”.

وأضاف: “توفر الأسعار الخاصة لعملائنا الفرصة لتحقيق وفورات حقيقية عبر خمسة آلاف منتج، حيث فشلت المجموعة في إدراك أن الأسعار الأساسية كانت تتزايد طوال العام بسبب التضخم. قواعدنا الترويجية حول الأسعار مستمدة من إرشادات معايير التجارة”.

وعلى الرغم من نفي المتاجر الكبير لهذه المزاعم، قالت سو ديفيز، من منظمة “مجموعة المستهلكين”، إن التحقيق الذي أجرته المجموعة يشير إلى أن بعض مخططات الولاء “لم تكن كما يجب”.

وقالت: “ليس من المستغرب أن يتساءل المتسوقون عما إذا كانت أسعار بطاقات الولاء في السوبر ماركت تعتبر صفقة جيدة”.

وأضاف خبير المستهلك سكوت ديكسون: “يبدو أن إدخال التسعير على مستويين قد فتح فرصاً جديدة لمحلات السوبر ماركت لسرقة عملائها”، بحسب ما نقلت “ديلي تلغراف”.

وأضاف: “هذا يتعارض مع الادعاءات القائلة بأن محلات السوبر ماركت تحاول إبقاء الأسعار منخفضة للمستهلكين خلال أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة”.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى